التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مبادرة ناسا بالعربي نموذج لما يقوم به هواة العلم من طلبة الجامعة

تم نشر هذه المقالة على موقع جامعة النجاح الوطنية

ربما تبدو مبادرة ناسا بالعربي كغيرها من المبادرات العلمية الأخرى، لكن ما يميزها أنها تحتوي على جانب تخصصي مميز عمل عليه العديد من المتخصصين في علم الفيزياء والفلك. ولكن المبادرة ككل قامت على أكتاف متطوعين هم بالدرجة الاولى من هواة العلم والعمل التطوعي. 

يعمل الجميع فيما بينهم كل حسب اختصاصه على إنجاز المهام من وجهة نظر المبادرة وهي ترجمة أحدث البحوث والمقالات العلمية إلى اللغة العربية وتقديمها للمتابعين واضحة مزودة بشرح المصطلحات العلمية والصور والفيديوهات ذات الصلة. 
يتمحور هذا الجهد حول مجال الفلك والفيزياء بالإضافة إلى عدة مجالات أخرى أهمها مبادرتان فرعيتان أطلقتهما ناسا بالعربي في مطلع العام الحالي 2016 وهما مبادرة الطاقة والبيئة ومبادرة علوم الذاكرة والأعصاب وذلك إيماناً بتكامل العلم ليؤدي مهمته المأمولة بتطوير المجتمعات على كل الأصعدة.
تكمن أهمية وجود مبادرة كمبادرة ناسا بالعربي في أهمية العلم والمعرفة وتشجيع الناطقين باللغة العربية على إتمام تحصيلهم العلمي علّنا ننهض بمجتمعاتنا التي تعاني من نقص حاد بالموارد العلمية المُعرَّبة والمصادر الموثقة للمعلومات والبحوث العلمية الحديثة. تسعى ناسا بالعربي إلى حل هذا الإشكال وذلك عبر إثراء محتوى الإنترنت بعدد كبير من المقالات العلمية المترجمة والأوراق البحثية العالمية التي تنشرها المبادرة مترجمةً للعربية.
كما وتحرص المبادرة على تقديم مقالات علمية رفيعة المستوى بالإضافة إلى قاموس يختص بالمصطلحات العلمية المستحدثة عالمياً والتي يحتار بها القارئ العربي خاصةً إذا لم تكن متداولة في الجامعات العربية. وهناك البحوث العلمية والصور والفيديوهات العلمية والمقالات ذات الطابع الدقيق والاختصاصي والتي تُنشر مع مصدرها الأصلي وبالورقة العلمية والتي من شأنها مساعدة الباحث في مجال دراسته أو بحثه. إذ أن المبادرة تولي اهتماماً خاصاً بالاختصاصيين ومن يعملون على استكمال تحصيلهم العملي في دراساتهم العليا.
تكاد تكون مبادرة ناسا بالعربي مبادرة عالمية حيث يقيم عدد من المتطوعين في عدّة دول حول العالم فمنهم من يقيم في أوروبا وأمريكا. أما بالنسبة للمتطوعين من الوطن العربي فينتمون الى مختلف البلدان العربية كسوريا والمغرب والعراق والسعودية والأردن وفلسطين. وقد التحق عدد من طلاب جامعة النجاح الوطنية في فلسطين بالمبادرة. ومن طلبة الجامعة الطالب شريف دويكات المتطوع الناشط في قسم الترجمة وهو طالب في كلية التربية والذي يقول عن تجربته بناسا بالعربي: (ترجمت حوالي 60 مقالاً علمياً في مجال الفيزياء والفلك مما ساعدني على تقوية لغتي الإنجليزية والعربية وكذلك طورت قدراتي على التعبير وحسن الصياغة، لكن ما يفرحني أكثر هم أصدقائي الجدد من مختلف البلدان العربية والذين أعدهم الان عائلتي الثانية). وكذلك الطالبة حور قادري، الطالبة في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والمتطوعة بفريق النشر والتي نشرت ما يزيد عن 100 مقال مترجم بالإضافة لعدة مساهمات أخرى في المبادرة وقد عزز انتماؤها لهذه المبادرة  شعورها بأن هذا الجهد هو من أفضل ما يمثل الوجه الحضاري للعرب في التنظيم والتفكير والتخطيط.

وعن تجربتها بمبادرة ناسا بالعربي، حدثتنا الطالبة بنان جوابره من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات قائلةً: (أعشق العلم وأؤمن بأنه سبيل الحرية الأول للمجتمعات. نحن نتنافس على العمل ونعمل دون مقابل ولا ننتظره). أما الطالب وائل نوفل الطالب المتخصص بهندسة الاتصالات فيؤيد ما قالته زميلته ويضيف: (كان لناسا بالعربي فضلٌ بإثارة شغفي بالعلوم عامة والفيزياء والفلك فقد تعودنا على مجاراة العلم وتغطية الأحداث الهامة بشكل مباشر ونشرها. لناسا بالعربي الفضل أيضاً بتحسين مهاراتي البسيطة في التصميم والتعلم على برامج جديدة في إنتاج الفيديو والعمل للجمعيات الطلابية داخل الجامعة).
يعمل المتطوعون بالمبادرة على تغطية أكبر عدد ممكن من الأحداث الفلكية فور ظهورها ومواكبة المهام العلمية والفلكية الكبرى. وقد كان مؤخراً لطلبة جامعة النجاح نصيب بتغطية حدث الأمواج الثقالية بالتعاون مع متطوعين آخرين في مبادرة ناسا بالعربي حيث قدموا العديد من الترجمات والتصاميم اللازمة وكذلك النشر على العديد من وسائل التواصل الاجتماعي لتغطية هذا الحدث العلمي الكبير.
لن تقف المبادرة هنا. فبعد إطلاق موقعها الالكتروني في مطلع عام 2015 والمشاركة بعدد مجلة العلوم فهي تطمح إلى تقديم نسخة كاملة باللغة العربية عن أعمال وكالة الفضاء ناسا ومنشآت علمية وعالمية مرموقة في الحقل العلمي كالمرصد الأوروبي الجنوبي ووكالة الفضاء الأوروبية والعديد من المشاريع الأخرى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسيرة العودة الكبرى .. أيقونات خالدة

  منذ يوم الأرض الفلسطيني ومسيرات العودة الكُبرى مُستمرة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، لم يكل النّاس من التظاهر سلميًا لأجل المطالبة بحق العودة إلى فلسطين المُحتلة، في كل يوم جمعة يتجمع الغزيّون العُزّل أمام الجُند المدججين بالسلاح خلف عدسات القنص المثبتة فوق أسلحتهم، حاملين أحلامهم وتطلعاتهم بالعودة إلى فلسطين، متظاهرين عُزّل إلا من إرادتهم التي لا تموت، وحقهم الذي لا يُنسى مع الوقت، ومُغيرين بذلك صورة غزة في ذاكرة العالم الذي اعتادها - بعد مقاومتها لثلاثة حروب شنّتها قوات الاحتلال الصهيوني بحقها- عنوانًا للمقاومة المسلحة دون غيرها من أشكال النضال. فكانت المسيرات في بدايتها محط أنظار وترقّب الكثير، وتساءل الجميع عن غزة: ماذا تُخبئ في جعبتها هذه المرّة ؟ تركت هذه المسيرات الكثير من القصص والتفاصيل لتُروى، كان الدم الفلسطيني شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين فيها، حيث قتل خلالها قناصو الاحتلال حتى الآن 174 فلسطينياً، وأصابت رصاصاتهم المتفجرة وقنابل غازهم المسيل للدموع حوالي 19,600 مُتظاهراً ومتظاهرة. أستعرض في هذه التدوينة التي أعددتها ورفيقي  ياسر عاش

تشفير البيانات: هل يطلع أحد على مراسلاتك؟

اسطرلاب |  هل تصوّرت يوماً أنّك لن تتمكن من إجراء محادثة مع صديقك أو أحد أفراد عائلتك دون أن يستمع لمكالمتك هذه جيرانك في الحي، أو زملاؤك في العمل، أو أحد أقربائك؟ أو أنّ محاولتك لإيصال رسالة خاصة لشخصٍ ما قد تصل ليد العشرات قبل أن يقرأها الشخص المطلوب؟   تخيّل انّ مصيرك، وفي ظروفِ حربٍ صعبةٍ مرهونٌ ببرقيةٍ يرسلها قائد الجيش في منطقتك إلى الجنود في منطقةٍ أخرى بسلام دون أن يعترضها الجواسيس والمتربصون! حسناً، لقد حصل هذا بالفعل في الحرب العالمية الثانية، حيث كان الألمان يتواصلون مع جنودهم ويرسلون الأوامر إليهم عبر آلة تشفير تسمى إنيجما Enigma. كانت الإنيجما سلاح الألمان وترسهم المتين الذي يتواصلون عبره مع جندهم ويرسلون إليهم أوامرهم وخططهم لمدة سنتين، ورغم وقوع بعض هذه الرسائل المشفرة بأيدِ الحلفاء غير أنهم لم يتمكنوا من حل شيفرتها وفهم محتواها. آلة إنيجما Enigma إنيجما – سر الألمان في الحرب العالمية الثانية هل يمكن للحلفاء فك تشفير الرسائل بمجرد حصولهم على الآلة؟ في الواقع، استطاع الحلفاء الحصول على هذه الآلة، غير أنهم لم يتمكنوا من فك شيفرتها، وذلك لأن إعداداتها تتغير

الروبوت جاسوساً: هل تحمي نفسك من الذكاء الصناعي؟

اسطرلاب  |  العالم يتغير سريعاً جداً، وما كان مستحيلاً بالأمس أصبح اليوم معقولاً بل وعادياً. فمن كان يتخيـ ل وجود حاسوب ذكي يستطيع تحديد نوع جنسك من خلال ابتسامتك؟ أو التعرف على وجهك من بين مئات الوجوه؟ أو حتى بناء تصوّرٍ كامل عن شخصيتك واهتماماتك من خلال تصرفاتك وأدائك على الإنترنت؟ هل كنت تعتقد قبل عشرين سنة بإمكانية رفع ملف تحرير النصوص وحفظه على الإنترنت من بيتك لتقوم بتحميله في المقهى أو تحريره مباشرة أثناء مشاركته مع زميلك؟ إنها ثورة التكنولوجيا! الموجة التي يحب الجميع أن يركبها لما تقدمه لهم من امتيازات لم توجد في أي عصر سابق. ولكن، كم ستخدمنا هذه الامتيازات قبل أن تضعنا في اختيار صعب بين خصوصيتنا وبين هذه الإمكانيات الحديثة؟ هل تظن أن في الأمر مبالغة؟ اقرأ واحكم بنفسك!   حماية الهوية الشخصية أصبح كل من الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence وتعلم الآلة Machine Learning موضوعات هامة وساخنة في القطاع التكنولوجي، حيث يتم متابعة ومناقشة القضايا المتعلقة بها بشكل يومي. ولكن، كيف تؤثر هذه التكنولوجيا في أماننا على الانترنت؟ بداية، لا بد من التمييز بين ت